سلطت صحيفة ريفورما الإسبانية الضوء على المتحف المصري الكبير بوصفه صرحًا ثقافيًا ومعماريًا فريدًا يعيد ربط الماضي بالحاضر، مؤكدة أن الحضارة المصرية ما زالت قادرة على إبهار البشرية بعد مرور آلاف السنين على نشأتها.
متاهة معمارية ومكان للضياع الجميل
وصفت الصحيفة المتحف بأنه “مكانٌ للضياع الجميل”، ومتاهة معمارية تتيح للزوار التجول والاكتشاف والتأمل، حيث يمكنهم الاستراحة على الدرجات الواسعة أو اختتام الجولة بتناول الآيس كريم أو التسوق في المتاجر الراقية المحيطة بالمتحف.
5 ساعات لرؤية كنوز توت عنخ آمون فقط
وأشارت الصحيفة إلى أن كنوز توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد، تحتاج إلى أكثر من خمس ساعات لمشاهدتها والتأمل فيها، نظرًا لضخامتها وتنوعها الفريد.
وأكدت “ريفورما” أن مصر قدّمت للعالم أكبر وأضخم متحف في التاريخ يضم حضارة واحدة، إذ يحتوي على أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تعود إلى نحو 7 آلاف عام من التاريخ المصري القديم، على مساحة 500 ألف متر مربع.
رحلة 20 عامًا لإنجاز المتحف
وذكرت الصحيفة أن المتحف افتُتح رسميًا في الأول من نوفمبر 2025 بحفل مهيب حضره عدد من الشخصيات الدولية البارزة، قبل أن تُفتح أبوابه للجمهور في الرابع من الشهر نفسه.
وأضاف التقرير أن المشروع امتد لأكثر من 20 عامًا، شهدت خلالها مصر تبدّل ثلاثة رؤساء وثورة شعبية، مرورًا بمرحلتين من الافتتاح الجزئي، وصولًا إلى بناء صرح يمتد على واجهة بطول كيلومتر واحد وتكلفة تجاوزت مليار يورو.
صرح يضاهي أعظم متاحف العالم
وأشادت الصحيفة بالمتحف المصري الكبير، واصفة إياه بأنه تحفة معمارية وثقافية تفوق في حجمها متحف اللوفر بباريس، وتشكل نقلة نوعية لموقع الجيزة الذي شهد تطويرًا شاملًا في بنيته التحتية لاستيعاب المشروع.
وأكدت أن افتتاح المتحف رسّخ مكانة القاهرة كإحدى أهم المدن الثقافية في العالم، لما يجمعه المتحف من تصميم عصري وتكنولوجيا حديثة مع عرض متكامل للإرث الفرعوني في تجربة بصرية ومعرفية مذهلة.
أبرز معروضات المتحف: توت عنخ آمون وسفينة خوفو
وأوضحت “ريفورما” أن من أبرز ما يقدّمه المتحف عرض سفينة الشمس الخاصة بالملك خوفو في مبنى مخصص للحفاظ عليها، إضافة إلى مجموعة توت عنخ آمون التي تضم أكثر من 5 آلاف قطعة أثرية من مقتنيات الملك الشاب.
كما أُنشئت قاعتان ضخمتان متدرجتان لعرض المجموعة تتصلان بـ 12 قاعة عرض تاريخية موضوعية افتُتحت في خريف عام 2024، وتغمر القاعات إضاءة دافئة وخافتة تخلق أجواءً مهيبة تعيد الزائر إلى لحظة اكتشاف المقبرة في عام 1922، حين قال هوارد كارتر عبارته الشهيرة للورد كارنارفون:
“نعم، أرى أشياء مدهشة.”
